صفحة جزء
إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون إلا من رحم الله إنه هو العزيز الرحيم إن شجرت الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم إن هذا ما كنتم به تمترون

[ ص: 206 ] إن يوم الفصل يعني : القضاء ميقاتهم أجمعين أي : ميقات بعثهم يوم لا يغني مولى عن مولى ولي عن ولي شيئا أي : لا يحمل من ذنوبهم شيئا ولا هم ينصرون يمنعون من العذاب إلا من رحم الله قال الحسن : يعني : من المؤمنين يشفع بعضهم لبعض; فينفعهم ذلك عند الله .

إن شجرت الزقوم طعام الأثيم المشرك كالمهل المهل : ما كان ذائبا من الفضة والنحاس وما أشبه ذلك .

قال محمد : وقيل : المهل : عكر الزيت الشديد السواد .

(تغلي في البطون كغلي الحميم يعني : الماء الشديد الحر خذوه فاعتلوه قال الحسن : يعني : فجروه إلى سواء الجحيم وسط الجحيم .

قال محمد : العتل في اللغة أن يمضى به بعنف وشدة ، يقال منه : عتل يعتل ، وفيه لغة أخرى : يعتل .

ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم كقوله يصب من فوق رءوسهم الحميم يصهر به ما في بطونهم والجلود ولهم مقامع من حديد يقمع بالمقمعة ، فتخرق رأسه ، فيصب على رأسه الحميم ، فيدخل في فيه [ ص: 207 ] حتى يصل إلى جوفه .

ذق إنك أنت العزيز الكريم يعني : المنيع الكريم عند نفسك ، إذ كنت في الدنيا ولست كذلك ، قال بعضهم : نزلت في أبي جهل كان يقول : أنا أعز قريش وأكرمها إن هذا يعني : (العذاب ما كنتم به تمترون تشكون في الدنيا أنه كائن .

التالي السابق


الخدمات العلمية