صفحة جزء
إن المتقين في مقام أمين في جنات وعيون يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى ووقاهم عذاب الجحيم فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون فارتقب إنهم مرتقبون

إن المتقين في مقام في منزل أمين أي : هم آمنون فيه من الغير .

قال محمد : من قرأ مقام برفع الميم فهو من قولهم : أقام مقاما ، ومن قرأ بفتح الميم فهو من قولهم : قام يقوم .

يلبسون من سندس وإستبرق تفسير الحسن : هما جميعا حرير .

قال محمد : قيل الإستبرق : الديباج الصفيق الكثيف ، والسندس : الرقيق .

[ ص: 208 ] قال كعب : في الجنة شجر تنبت الإستبرق والحرير; منه يكون لباس أهل الجنة . قوله : متقابلين لا ينظر بعضهم إلى قفا بعض إذا تزاوروا; في تفسير بعضهم .

كذلك وزوجناهم بحور عين تفسير الحسن ، أي : كذلك حكم الله لأهل الجنة بهذا; والحور : البيض; في تفسير قتادة ، والعين : عظام العيون .

قال محمد : قوله وزوجناهم أي : قرناهم بهن .

يدعون فيها بكل فاكهة أي : يأتيهم ما يشتهون فيها آمنين من الموت لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولى وليس ثم موتة ، إنما هي هذه الموتة الواحدة في الدنيا .

فضلا من ربك ذلك هو الفوز العظيم النجاة العظيمة من النار إلى الجنة .

قال محمد : فضلا منصوب بمعنى : وذلك بفضل من الله ، أي : فعل ذلك منه فضلا .

فإنما يسرناه يعني : القرآن بلسانك يعني : النبي ، لولا أن الله يسره بلسان محمد ما كانوا ليقرؤوه ولا يفقهوه لعلهم يتذكرون لكي يتذكروا فارتقب فانتظر العذاب ، فإنه واقع بهم إنهم مرتقبون منتظرون .

[ ص: 209 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية