صفحة جزء
ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك وما يضلون إلا أنفسهم وما يضرونك من شيء وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما

ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب أي : أن الأنصاري [سرقها أي] خانها ، والأنصاري : طعمة بن أبيرق وكان منافقا) .

يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله أي : يستحيون من الناس ، ولا يستحيون من الله .

[ ص: 405 ] وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول يعني : ما قال الأنصاري : إن اليهودي سرقها .

ثم أقبل على قوم الأنصاري فقال : ها أنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا أي : حفيظا لأعمالهم ؛ في تفسير الحسن (قال الحسن) : ثم استتابه الله ، فقال : ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه إلى قوله : عليما حكيما .

ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا أي : [ما رمي به] اليهودي وهو منها بريء فقد احتمل بهتانا كذبا وإثما مبينا بينا ، قال الحسن : ثم قال لنبيه عليه السلام : ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم أن يضلوك فيما أرادوا من النبي صلى الله عليه وسلم أن يعذر عن صاحبهم وما يضلون إلا أنفسهم أي : حين جاءوا إليك لتعذره وما يضرونك ينقصونك من شيء .

قال محمد : قيل : إن المعنى في قوله : أن يضلوك أي : أن يخطئوك في حكمك ، وما يضلون إلا أنفسهم ، لأنهم يعملون عمل الضالين ، والله يعصم نبيه من متابعتهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية