وجاءوا بسحر عظيم فخيل إلى موسى أن حبالهم وعصيهم حيات ، فألقى موسى عصاه ؛ فإذا هي أعظم من حياتهم ، ثم رقوا فازدادت حبالهم وعصيهم عظما في أعين الناس ، وجعلت عصا موسى تعظم وهم يرقون حتى أنفدوا سحرهم ، فلم يبق منه شيء ، وعظمت عصا موسى حتى سدت الأفق ، ثم فتحت فاها ، فابتلعت ما ألقوا ، ثم أخذ موسى عصاه بيده ، فإذا حبالهم وعصيهم قد ذهبت ؛ وذلك قوله : فألقى موسى عصاه فإذا هي تلقف ما يأفكون أي : ما يكذبون ، فوقع الحق فظهر .
قال الكلبي : وقال السحرة بعضهم لبعض : لو كان هذا سحرا لبقيت حبالنا وعصينا .
[ ص: 137 ] فألقي السحرة ساجدين أي : خروا ؛ فبهت فرعون ، وخلى سبيل موسى ولم يعرض له .