صفحة جزء
تفسير سورة الأنفال وهي مدنية كلها

(بسم الله الرحمن الرحيم)

يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين

قوله : يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول الآية .

قال الكلبي : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما صاف المشركين يوم بدر ، قال -ليحرض الناس على القتال- : إن الله وعدني أن يفتح لي بدرا ، وأن يغنمني عسكرهم ؛ فمن قتل قتيلا ، فله كذا وكذا من غنيمتهم - إن شاء الله . فلما توافدوا أدخل الله في قلوب المشركين الرعب فانهزموا ، فأتبعهم سرعان من الناس ؛ فقتلوا سبعين ، وغنموا العسكر وما فيه ، وأقام وجوه الناس مع رسول الله في مصافه ، فلم يشذ عنه منهم أحد ، ثم قام أبو اليسر بن عمرو الأنصاري من بني سلمة ، فكلم رسول الله ، فقال : يا رسول الله ، إنك وعدت من قتل قتيلا أو أسر أسيرا من غنيمة القوم الذي وعدتهم ، وإنا قتلنا سبعين ، وأسرنا سبعين ، ثم قام سعد بن معاذ فقال : يا رسول الله ، إنه ما منعنا أن نطلب كما طلب هؤلاء زهادة في الأجر ، ولا جبن عن العدو ، ولكنا خفنا أن نعري صفك فتعطف عليك خيل المشركين . فأعرض عنهما رسول الله ، ثم قال أبو اليسر مثل كلامه الأول ، وعاد سعد فتكلم مثل كلامه الأول ، وقال : يا رسول الله ، الأسارى والقتلى كثير ، والغنيمة قليلة ، وإن تعط هؤلاء [ ص: 165 ] الذي ذكرت لهم ، لم يبق لسائر أصحابك كبير شيء . فنزلت هذه الآية : يسألونك عن الأنفال فقسمه رسول الله صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار " .

قال قتادة : والأنفال : الغنائم . ومعنى قوله : لله والرسول يقول : ذلك كله لله ، وجعل حكمه إلى رسوله .

قال محمد : واحد الأنفال : نفل ، ومنه قول لبيد :


إن تقوى ربنا خير نفل وبإذن الله ريثي وعجل



التالي السابق


الخدمات العلمية