صفحة جزء
ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وأن الله سميع عليم كدأب آل فرعون والذين من قبلهم كذبوا بآيات ربهم فأهلكناهم بذنوبهم وأغرقنا آل فرعون وكل كانوا ظالمين إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون فإما تثقفنهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون

ذلك بأن الله لم يك مغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم يعني : إذا جحدوا الرسل ، أهلكهم الله .

إن شر الدواب عند الله يعني : الخلق عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون هؤلاء الذين يموتون على كفرهم الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة .

قال الكلبي : هؤلاء قوم ممن كان وادع رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانوا ينقضون العهد ، فأمر الله فيهم بأمره ، فقال : فإما تثقفنهم في الحرب أي : تظفر بهم .

فشرد بهم من خلفهم أي : فعظ بهم من سواهم لعلهم يذكرون يقول : لعلهم يؤمنون ؛ مخافة أن ينزل بهم ما نزل بالذين نقضوا العهد وإما تخافن أي : تعلمن من قوم خيانة يعني : نقضا للعهد فانبذ إليهم على سواء أي : أعلمهم أنك حرب ، ويكون الكفار كلهم عندك سواء إن الله لا يحب الخائنين لا يعينهم إذا نقضوا العهد .

(ولا تحسبن الذين كفروا سبقوا) أي : فاتوا ، ثم ابتدأ وقال : [ ص: 184 ] إنهم لا يعجزون لا يفوتون الله حتى لا يقدر عليهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية