صفحة جزء
إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به وقد خلت سنة الأولين ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون

إنا نحن نزلنا الذكر يعني : القرآن وإنا له لحافظون حفظه الله من إبليس أن يزيد فيه شيئا ، أو ينقص منه .

ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين أي : في قرن ؛ يعني : قوم نوح وسائر الأمم وما يأتيهم من رسول إلا كانوا به يستهزئون كذلك نسلكه نسلك التكذيب في قلوب المجرمين يعني : المشركين .

قال محمد : تقول : سلكت فلانا في الطريق وأسلكته بمعنى واحد .

[ ص: 381 ] لا يؤمنون به يعني : القرآن وقد خلت سنة الأولين يعني : وقائع الله في الأمم الخالية التي أهلكهم بها - يخوف المشركين بذلك .

ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا أي : ساروا فيه يعرجون أي : يختلفون بين السماء والأرض ، يعني : الملائكة لقالوا إنما سكرت أبصارنا أي : سدت بل نحن قوم مسحورون كقوله : وإن يروا آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر .

قال محمد : من قرأ (سكرت) بالتثقيل ، فهو من سكرت البصر إذا سددته ، ويقال للسد : السكر . ومن قرأ (سكرت) مخففة ، فالمعنى : تحيرت أبصارنا وسكنت عن النظر ؛ تقول العرب : سكرت الريح تسكر إذا سكنت .

التالي السابق


الخدمات العلمية