صفحة جزء
وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون وله ما في السماوات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا فسوف تعلمون ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا مما رزقناهم تالله لتسألن عما كنتم تفترون

وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين أي : لا تعبدوا مع الله غيره إنما هو إله واحد فإياي فارهبون فخافون .

[ ص: 406 ] وله الدين واصبا أي : دائما أفغير الله تتقون تعبدون ؛ يقول هذا للمشركين على الاستفهام ؛ أي : قد فعلتم ، فعبدتم الأوثان من دونه .

وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر المرض والشدائد فإليه تجأرون تصرخون ؛ أي : تدعونه ولا تدعوا الأوثان .

ثم إذا كشف الضر عنكم إذا فريق منكم بربهم يشركون ليكفروا بما آتيناهم فتمتعوا في الدنيا فسوف تعلمون هذا وعيد .

ويجعلون لما لا يعلمون نصيبا يعني : آلهتهم ؛ أي : يجعلون لما لا يعلمون أنه خلق مع الله شيئا ، ولا أمات ولا أحيا ولا رزق معه شيئا نصيبا مما رزقناهم يعني : قوله : وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيبا فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا قال الله -عز وجل- : تالله قسم يقسم بنفسه لتسألن عما كنتم تفترون .

قال محمد : المعنى : تسألون عن ذلك -سؤال توبيخ- حتى تعترفوا به على أنفسكم ، وتلزموا أنفسكم الحجة .

التالي السابق


الخدمات العلمية