إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين خالدين فيها لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم إن الصفا والمروة من شعائر الله .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=12501محمد : الشعائر واحدها : شعيرة ؛ وهي كل شيء جعله الله علما من أعلام الطاعة . فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أي : لا إثم عليه
أن يطوف بهما يعني : أن يتطوف .
يحيى : عن
حماد ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15854داوود بن أبي هند ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14577الشعبي قال :
(كان إساف [ ص: 191 ] على الصفا ، ونائلة على المروة ؛ وهما صنمان ؛ فلما جاء الإسلام ، كرهوا أن يطوفوا بهما من أجلهما ، فأنزل الله : إن الصفا والمروة من شعائر الله الآية) .
إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى وهم أصحاب الكتاب ؛ كتموا
محمدا صلى الله عليه وسلم والإسلام
أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون تفسير
الكلبي : عن
أبي صالح ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس قال :
إن الكافر إذا حمل على سريره ، قال روحه وجسده : ويلكم أين تذهبون بي ، فإذا وضع في قبره ورجع عنه أصحابه ، أتاه منكر ونكير ؛ أصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف يخدان الأرض بأنيابهما ، ويطآن في أشعارهما ، فيجلسانه ، ثم يقولان له : من ربك ؟ فيقول : لا أدري . فيقال له : لا دريت . ثم يقولان له : ما دينك ؟ فيقول : لا أدري فيقال له : لا دريت . ثم يقولان له : من نبيك ؟ فيقول : لا أدري فيقال له : لا دريت ؛ هكذا كنت في الدنيا ، ثم يفتح له باب إلى الجنة ، فينظر إليها ، فيقال له : هذه الجنة ؛ التي لو كنت آمنت بالله ، وصدقت رسوله - صرت إليها ؛ لن تراها أبدا . ثم يفتح له باب إلى النار ؛ فيقال له : هذه النار التي أنت صائر إليها ، ثم يضيق عليه قبره ،
[ ص: 192 ] ثم يضرب ضربة بمرزبة من حديد لو أصابت جبلا لا رفض ما أصابت منه . قال : فيصيح عند ذلك صيحة يسمعها كل شيء غير الثقلين فلا يسمعها شيء إلا لعنه ، فهو قوله عز ذكره :
أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون .
قوله تعالى :
إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا أمر
محمد والإسلام .
فأولئك أتوب عليهم الآية .
إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين يعني : المؤمنين خاصة ؛ في تفسير
nindex.php?page=showalam&ids=16815قتادة ولا هم ينظرون أي : لا يؤخرون بالعذاب .
[ ص: 193 ]