صفحة جزء
إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنه كان حليما غفورا وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير ليكونن أهدى من إحدى الأمم فلما جاءهم نذير ما زادهم إلا نفورا استكبارا في الأرض ومكر السيئ ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله فهل ينظرون إلا سنت الأولين فلن تجد لسنت الله تبديلا ولن تجد لسنت الله تحويلا

[ ص: 36 ] إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا [يعني : لئلا تزولا] ولئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده وهذه صفة; يقول : إن زالتا ، ولن تزولا وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذير نبي ليكونن أهدى من إحدى الأمم كقوله : وإن كانوا ليقولون لو أن عندنا ذكرا من الأولين لكنا عباد الله المخلصين .

قال الله : فلما جاءهم نذير محمد ما زادهم ذلك إلا نفورا عن الإيمان استكبارا في الأرض عن عبادة الله ومكر السيئ يعني : الشرك وما يمكرون برسول الله وبدينه ولا يحيق المكر السيئ إلا بأهله وهذا وعيد لهم .

قال محمد : (استكبارا ) منصوب مفعول له; المعنى : ما زادهم إلا نفورا للاستكبار .

فهل ينظرون ينتظرون إلا سنت الأولين أي : سنة الله في الأولين أنهم إذا كذبوا رسلهم أهلكهم فلن تجد لسنت الله تبديلا لا يبدل الله بها غيرها ولن تجد لسنت الله تحويلا أي : لا تحول; وأخر عذاب كفار آخر هذه الأمة إلى النفخة الأولى بالاستئصال; بها يكون هلاكهم ، وقد عذب أوائل مشركي هذه الأمة بالسيف يوم بدر .

[ ص: 37 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية