وأما قول
سلمة بن نفيل للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني سيمت الخيل" ، فإنه
[ ص: 837 ] يعني به أنه أرسلها في مراعيها للرعي ، ومنه قيل للإبل الراعية: السائمة ، ومنه قول النبي عليه السلام:
nindex.php?page=hadith&LINKID=65044 "في كل خمس من الإبل سائمة حقة" ، ومنه قول الله تعالى ذكره:
فيه تسيمون ، يعني به: فيه ترعون مواشيكم ، يقال منه: أسام فلان خيله وماشيته ، وسيمها ، وسومها ، ومن الإسامة قول
الأخطل: مثل ابن بزعة أو كآخر مثله أولى لك ابن مسيمة الأجمال
وسامت الماشية ، إذا رعت ، فهي سائمة.
وأما قولهم: سام فلان فلانا ضيما ، فإنه من غير هذا المعنى ، وإنما معناه: أنه ألزمه وأوصله إليه ، ومنه قول الراجز:
إن سيم خسفا وجهه تربدا
ومنه قول الشاعر:
وطعنهم الأعداء شزرا وإنما يسام ويقنى الخسف من لم يطاعن
ومنه قول الله عز وجل:
يسومونكم سوء العذاب .
وأما السوم في البيع ، فغير هذين المعنيين ، وهو المراوضة في السلعة التي تعرض على البيع على الثمن ، يقال منه: ساوم فلان فلانا بسلعته ، فاستام عليه كذا وكذا
[ ص: 838 ]