تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
وأما قول سلمة بن نفيل للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني سيمت الخيل" ، فإنه [ ص: 837 ] يعني به أنه أرسلها في مراعيها للرعي ، ومنه قيل للإبل الراعية: السائمة ، ومنه قول النبي عليه السلام: "في كل خمس من الإبل سائمة حقة" ، ومنه قول الله تعالى ذكره: فيه تسيمون ، يعني به: فيه ترعون مواشيكم ، يقال منه: أسام فلان خيله وماشيته ، وسيمها ، وسومها ، ومن الإسامة قولالأخطل:


مثل ابن بزعة أو كآخر مثله أولى لك ابن مسيمة الأجمال

وسامت الماشية ، إذا رعت ، فهي سائمة.

وأما قولهم: سام فلان فلانا ضيما ، فإنه من غير هذا المعنى ، وإنما معناه: أنه ألزمه وأوصله إليه ، ومنه قول الراجز:

إن سيم خسفا وجهه تربدا

ومنه قول الشاعر:


وطعنهم الأعداء شزرا وإنما     يسام ويقنى الخسف من لم يطاعن

ومنه قول الله عز وجل: يسومونكم سوء العذاب .

وأما السوم في البيع ، فغير هذين المعنيين ، وهو المراوضة في السلعة التي تعرض على البيع على الثمن ، يقال منه: ساوم فلان فلانا بسلعته ، فاستام عليه كذا وكذا [ ص: 838 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية