وأما
قول النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته: nindex.php?page=hadith&LINKID=706752 "ومن قتل له قتيل فهو بخير النظرين، بين أن يأخذ العقل أو يقتل"، فإنه يعني بأخذ العقل، أخذ الدية، يقال منه: "عقل عن فلان عشيرته"، إذا أعطوا عنه دية قتيله، وعقل فلان عن فلان: إذا غرم عنه دية جنايته. ويقال: "بنو فلان على معاقلهم"، يعني بذلك على دياتهم التي كانوا عليها في الجاهلية، وواحدة المعاقل معقلة ويقال: "صار دم فلان معقلة على قومه"، أي صاروا يدونه في القتل، فصاروا غرماء ويقال للقوم الذين تقسم عليهم الدية ليؤدوها من
[ ص: 49 ] أموالهم: عاقلة، ومن العقل بهذا المعنى، أعني بمعنى الدية، قول نابغة بني ذبيان:
لما رأى واشق إقعاص صاحبه ولا سبيل إلى عقل ولا قود
يعني بالعقل: الدية. والعقل أيضا، بسكون القاف: ضرب من الوشي، والعقل أيضا بسكون القاف: أن يستمسك بطن الرجل، يقال منه: "عقل الطعام بطنه، فهو يعقله عقلا"، ويقال: "أعطني عقولا أشربه"، فيعطى دواء يمسك بطنه، والعقل أيضا: العقل الذي هو خلاف الحمق، والعقل أيضا: أن تعقل يد البعير، وهو أن يشد وظيفه إلى ذراعه، والعقل بحركة العين والقاف: غير ذلك كله، وهو أن يفرط الروح في الرجلين حتى يصطك العرقوبان، ومنه قول
الجعدي. . . . . . . . . . . . . . . . . . مفروشة الرجل فرشا لم يكن عقلا
[ ص: 50 ] يقال: ناقة عقلاء، وبعير أعقل بين العقل، إذا كان كذلك.