وأما
قول النبي صلى الله عليه وسلم: nindex.php?page=hadith&LINKID=690958 "أتيت بمفاتيح خزائن الأرض فتلت في يدي"، فإنه يعني بقوله:
nindex.php?page=hadith&LINKID=690958 "فتلت في يدي" : رمي بها في يدي ووضعت ، ومنه قول الله تعالى ذكره:
فلما أسلما وتله للجبين ، يقول: صرعه للجبين. يقال منه: "تل فلان فلانا لوجهه، فهو يتله تلا، وهو تليل لوجهه"، - يعني مرمي به كذلك مصروع - .
[ ص: 52 ] وأما قول
عطاء: في الدوحة يصيبها المحرم بقرة، فإن "الدوحة": كل شجرة عظيمة، تجمع دوحا، كما قال
امرؤ القيس بن حجر: فأضحى يسح الماء عن كل فيقة يكب على الأذقان دوح الكنهبل
- يعني بدوح الكنهبل عظامها -، والكنهبل: العضاه .
وأما قول الأعرابي
لعمر رضوان الله عليه: "ما حملني على ذلك إلا أن معي نضوا لي"، - يعني بالنضو: بعيرا مسنا هزيلا -. وأصل "النضو": كل شيء يخلق، فشبه هذا الأعرابي بعيره في هزاله ومرور الأزمنة عليه بالشيء الخلق، يجره معه ، ومن النضو قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة في صفة حية يشبهها بحبل القربة الخلق:
ومن حنش ذعف اللعاب كأنه على الشرك العادي نضو عصام
.
[ ص: 53 ] وأما قول
nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهد: "أرى أن يؤخذ برمته، ثم يخرج من
الحرم "، فإنه يعني بقوله: "برمته" بالقطعة من الحبل الذي هو به موثق، ومن ذلك سمي
غيلان بن عقبة: ذا الرمة ، وذلك أنه فيما ذكر كان خشي عليه وهو صبي المس، فأتي به بعض الحي، فكتب له معاذة فعلقت في عنقه أو عضده، وشدت بخيط. وقيل: بل سمي بذلك لبيت قاله في أرجوزة له يصف وتدا:
أشعث باقي رمة التقليد نعم فأنت اليوم كالمعمود
والرمة: هي القطعة من الحبل، وأما "الرمة"، بكسر الراء: فإنه الشيء الخلق البالي، ومنه قيل للعظم البالي: "رمة"، ومنه قول الله تعالى ذكره: قال:
من يحي العظام وهي رميم ، يجمع "رماما، وأرماما"، كما قال:
خداش بن بشر البعيث: فلقد أنى لك أن تودع خلة رثت، وعاد حبالها أرماما
.
[ ص: 54 ] وأما قول
عطاء: لا بأس أن يؤخذ من شجر
الحرم وما عفا للسواك، فإنه يعني بقوله: ما عفا: ما فضل عنها من أغصانها وفروعها، من قولهم: قد عفا مال فلان، إذا كثر وصار فاضلا عن حاجته، ومنه قول الله جل ثناؤه:
ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا [الأعراف: 95] يعني بقوله:
حتى عفوا حتى كثروا .
وأما قول
nindex.php?page=showalam&ids=101وائل بن حجر: "كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ دخل رجل يقوده رجل بنسعة"، فإنه يعني بالنسعة السير المضفور من الجلود.
وأما قول المقود بالنسعة:
nindex.php?page=hadith&LINKID=660189 "فضربته بالفأس على قرنه"، فإنه يعني القرن: قرن الرأس، وللرأس قرنان، وهما حرفا الهامة المشرفان عن يمين وشمال، والهامة بينهما، فهي أعلى الرأس بين القرنين .
[ ص: 55 ]