تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب

فمن ذلك قول ابن عباس رضي الله عنه: طاف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبيت على بعيره يستلم الركن بمحجنه، يعني بالمحجن: عصا في رأسها انعطاف، وهو الصولجان، يجمع محاجن، ومنه قول الطرماح بن حكيم:

لها تفرات تحتها، وقصارها على مشرة لم تعتلق بالمحاجن

ومنه قولهم: "احتجن فلان كذا"، إذا أخذه فختره أو خانه، وأصله: إمالته إلى نفسه، كالمحجن قد أميل طرفه إلى معظمه وعطف إليه.

وأما قوله: "يستلم الحجر بمحجنه"، فإنه يعني بقوله: "يستلم" ، يصيب السلام، والسلام: هو الحجر بعينه بمحجنه، وإنما "يستلم" يفتعل منه، فمعنى الكلام: طاف النبي صلى الله عليه وسلم بالبيت على .

[ ص: 88 ] راحلته، يومئ بالمحجن الذي معه إلى الحجر الأسود، حتى يصيبه به، ويكبر، ثم يقبل من محجنه الموضع الذي أصاب الحجر منه.


[ ص: 89 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية