تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
وأما قوله: "إن عذابك بالكفار ملحق" ، فإن معناه: إن عذابك بالكفار ملحق أنت، فاستغنى بذكره مكنيا عنه في قوله "عذابك" ، من إعادته مع قوله "ملحق" ، كما قال الفرزدق:

ترى أرباقهم متقلديها إذا صدئ الحديد على الكماة

يريد: ترى أرباقهم متقلديها هم، فاكتفى بذكر هم في قوله: أرباقهم، من إعادته بعد متقلديها، ومنه قول الآخر:

أمسلمتي للموت أنت فميت

.

[ ص: 391 ] يريد: فميت أنا، فاكتفى بذكره الذي جرى في قوله: أمسلمتي مكنيا عنه، من إعادته بعد قوله فميت وأما قوله: "وإليك نسعى" ، فإنه يعني بقوله: "نسعى" ولك نعمل، والسعي " نفسه هو العمل، يقال منه: "سعى فلان لكذا" ، "وسعى هو يسعى سعيا" ، كما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:

وسعى لكندة سعي غير مواكل     قيس فضر عدوها وبنى لها

.

[ ص: 392 ] يعني بقوله: "وسعى لكندة" ، وعمل لها، ومنه قول زهير بن أبي سلمى:

سعى ساعيا غيظ بن مرة     بعد ما تبزل ما بين العشيرة بالدم



التالي السابق


الخدمات العلمية