وأما قوله:
"إن عذابك بالكفار ملحق" ، فإن معناه: إن عذابك بالكفار ملحق أنت، فاستغنى بذكره مكنيا عنه في قوله "عذابك" ، من إعادته مع قوله "ملحق" ، كما قال
الفرزدق: ترى أرباقهم متقلديها إذا صدئ الحديد على الكماة
يريد: ترى أرباقهم متقلديها هم، فاكتفى بذكر هم في قوله: أرباقهم، من إعادته بعد متقلديها، ومنه قول الآخر:
أمسلمتي للموت أنت فميت
.
[ ص: 391 ] يريد: فميت أنا، فاكتفى بذكره الذي جرى في قوله: أمسلمتي مكنيا عنه، من إعادته بعد قوله فميت وأما قوله: "وإليك نسعى" ، فإنه يعني بقوله: "نسعى" ولك نعمل، والسعي " نفسه هو العمل، يقال منه: "سعى فلان لكذا" ، "وسعى هو يسعى سعيا" ، كما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:
وسعى لكندة سعي غير مواكل قيس فضر عدوها وبنى لها
.
[ ص: 392 ] يعني بقوله: "وسعى لكندة" ، وعمل لها، ومنه قول
زهير بن أبي سلمى: سعى ساعيا غيظ بن مرة بعد ما تبزل ما بين العشيرة بالدم