تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
716 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال: أخبرني ابن المسيب ، وأبو سلمة بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم " أسري به على البراق، وهي دابة إبراهيم التي كان يزور عليها البيت الحرام، يقع حافرها موضع طرفها، قال: "فمررت ببعير من عيرات قريش بواد من تلك الأودية، فنفرت العير، ومنها بعير عليه غرارتان سوداء وورقاء" ، حتى أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إيلياء، فأتي بقدحين، قدح لبن وقدح خمر، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم قدح اللبن، فقال له جبريل عليه السلام: هديت إلى الفطرة، لو أخذت قدح الخمر غوت أمتك، قال ابن شهاب ، فأخبرني ابن المسيب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي هناك إبراهيم، وموسى وعيسى صلوات الله عليهم، فنعتهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: " أما موسى فضرب رجل الرأس، كأنه من رجال شنوءة، وأما عيسى فرجل أحمر كأنما خرج من ديماس، فأشبه من رأيت به عروة بن مسعود الثقفي ، وأما إبراهيم فأنا أشبه ولده به. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم حدث قريشا أنه أسري به، قال: فارتد ناس كثير بعد ما أسلموا .

قال أبو سلمة: فأتي أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقيل له: هل لك في صاحبك؟ يزعم أنه أسري به إلى بيت المقدس ثم رجع في ليلة واحدة قال أبو بكر: أو قال ذلك؟ قالوا: نعم، قال: فأشهد، إن كان قال ذلك، لقد صدق، قالوا: أفتشهد أنه جاء الشام في ليلة واحدة؟ قال: إني أصدقه بأبعد من ذلك، أصدقه بخبر السماء .

قال أبو سلمة ، سمعت جابر بن عبد الله ، يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لما كذبتني قريش ، قمت فمثل الله لي بيت المقدس، فطفقت أخبرهم عن آياته وأنا أنظر إليه" .

[ ص: 413 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية