ثم خرج إلى سدرة المنتهى، وهي سدرة نبق أعظمها أمثال الجرار، وأصغرها أمثال البيض، فدنا ربك فكان قاب قوسين أو أدنى، فجعل يتغشى السدرة من دنو ربها أمثال الدر والياقوت والزبرجد واللؤلؤ ألوان، فأوحى إلى عبده وفهمه وعلمه وفرض عليه خمسين صلاة، فمر على موسى، فقال: ما فرض على أمتك؟ فقال: "خمسون صلاة" ، قال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف [ ص: 422 ] لأمتك، فإن أمتك أضعف الأمم قوة وأقلها عمرا، وذكر ما لقي من بني إسرائيل، فرجع فوضع عنه عشرا، ثم مر على موسى، فقال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف، كذلك حتى جعلها خمسا، فقال: ارجع إلى ربك فسله التخفيف، فقال: لست براجع غير عاصيك "، وقذف في قلبه أن لا يرجع، فقال الله تبارك وتعالى: لا يبدل كلامي، ولا يرد قضائي " .