تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
747 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: قال ابن زيد في قوله: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ، قال: هذا حين أسري به إلى بيت المقدس، افتتن فيها أناس، فقالوا: يذهب إلى بيت المقدس ويرجع في ليلة، وقال: لما أتاني جبريل صلوات الله عليه بالبراق ليحملني عليها، صرت بأذنيها وانقبض بعضها إلى بعض، فنظر إليها جبريل عليه السلام، فقال: والذي بعثني بالحق من عنده، ما ركبك أحد من ولد آدم خير منه، قال: فصرت بأذنيها وارفضت عرقا حتى سال ما تحتها، وكان منتهى خطوها عند منتهى طرفها، فلما أتاهم بذلك، قالوا: ما كان محمد لينتهي حتى يأتي بكذبة تخرج من أقطارها فأتوا أبا بكر ، فقالوا: هذا صاحبك يقول كذا وكذا، فقال: أوقد قال ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: إن كان قال ذلك فقد صدق، فقالوا: تصدقه أن، قال: ذهب إلى بيت المقدس ورجع في ليلة، فقال أبو بكر: نزع الله عقولكم، أصدقه بخبر السماء، والسماء أبعد من بيت المقدس، ولا أصدقه بخبر بيت المقدس ؟ قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم إنا قد جئنا بيت المقدس فصفه لنا، فلما قالوا ذلك، رفعه الله عز ذكره ومثله بين عينيه، فجعل يقول هو كذا، وفيه كذا، فقال بعضهم: وأبيكم، إن أخطأ منه حرفا قال: فقالوا: هو رجل ساحر .

[ ص: 462 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية