تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
وأما قوله صلى الله عليه وسلم في وصفه إبراهيم صلوات الله عليه: "ولا أنظر إلى إرب من آرابه إلا نظرت إليه مني" ، فإنه يعني بالإرب: العضو من أعضائه، وهو من قولهم: قطعه إربا إربا، إذا قطعه عضوا عضوا، ومنه قولهم: فلان عظيم الآراب، مراد به عظيم الأعضاء، ويقال: أعطه عظما مؤربا، فيعطي عظما تاما لم يكسر، ومنه قول الكميت بن زيد الأسدي:

ولا انتشلت عضوين منها يحابر وكان لعبد القيس عضو مؤرب

وقول أبي زبيد الطائي:

وأعطى فوق النصف ذو الحق منهم     وأظلم بعضا أو جميعا مؤربا

وأما "الأرب" بفتح الألف والراء، فإنه الحاجة، يقال منه: "لي فيه أرب وإربة" ، إذا كانت لك فيه حاجة، ومن "الإربة" قول الله جل ثناؤه: أو التابعين غير أولي الإربة من الرجال ، وأما الأربة بضم الألف وسكون الراء فإنها العقدة ، يقال من ذلك ، "أرب عقدتك" ، إذا أمره بشدها .

[ ص: 465 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية