تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
وقال آخرون: معنى ذلك: لا يزني المؤمن، ولا يسرق المؤمن، ولا يشرب المؤمن الخمر، وذلك أن ذلك من فعل أهل الكفر، قالوا: ومن فعل ذلك فهو كافر خارج عن الإيمان .

ذكر من قال ذلك

[ ص: 645 ] 963 - حدثنا سليمان بن عمر بن خالد الرقي ، قال: حدثنا أبي عمر بن خالد ، عن معقل بن عبيد الله الجزري العبسي ، قال: أول من قدم علينا بالإرجاء سالم الأفطس ، قال: فنفر أصحابنا منه نفارا شديدا، وكان أشدهم نفارا ميمون بن مهران ، وعاهد ربه عبد الكريم أن لا يؤويه وإياه سقف بيت إلا المسجد، قال: فخرجت حاجا حتى أتيت مكة قال معقل: ثم انصرفت إلى المدينة، فلقيت نافعا مولى ابن عمر ، فجلست إليه في المسجد، فقلت له: إن لي إليك حاجة، فقال: سر أم علانية؟، فقلت: بل سر، قال: رب سر لا خير فيه، وأقيمت الصلاة، صلاة العصر، فصلينا فلما سلم الإمام انصرف ولم ينتظر القاص، فأخذ بيدي فخرجت معه، ومعه فتى شاب، قلت: أخلني، قال: فانصرف يا عمرو ، فذكرت له بدو ما أخذوا فيه، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "اضربوهم بالسيف حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله" ، قلت: فإن قال ذلك وزنى وسرق ونكح الأم، وزعم أن ذلك عليه حرام؟ فنتر يده من يدي، وقال: من فعل هذا فهو كافر، فلقيت الزهري ، فذكرت له بدو ما أخذوا فيه، فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن، ولا ينتهب المنتهب نهبة يشار إليه فيها وهو مؤمن" .

[ ص: 646 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية