تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
القول في علل هذا الخبر:

وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيما غير صحيح لعلل، إحداهن: أنه خبر قد حدث به عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس جماعة، فجعلوه عنه ، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجعله بعضهم عن ابن عباس ، عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، عن النبي عليه السلام، وذلك مما ينبئ عن أن ابن عباس لم يسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم .

[ ص: 694 ] والثانية: أنه حدث به بعضهم، عن سماك ، عن عكرمة ، فأرسله عنه، ولم يجعل بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم ابن عباس ولا غيره، وذلك مما يدل عندهم على وهائه، والثالثة: أنه حدث به عن ابن عباس غير عكرمة ، فجعله من كلام ابن عباس ، ولم يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والرابعة: أنه من رواية عكرمة ، عن ابن عباس ، وفي نقل عكرمة عندهم نظر يجب التثبت فيه من أجله، والخامسة: أنه خبر قد رواه عن ابن عباس غير عكرمة ، فوقف به على ابن عباس ، مخالفا معناه معنى ما روى عكرمة عنه من ذلك، والسادسة: أنه خبر قد حدث به عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير رواية ابن عباس مخالفا معناه معنى ما روى عكرمة ، عن ابن عباس ، والسابعة: أن الأمة مجمعة على خلاف ظاهره، وفي ذلك كفاية من الاستشهاد على وهائه بغيره .

التالي السابق


الخدمات العلمية