( القول في البيان عما في هذه الأخبار من الفقه )
والذي فيها من ذلك : الدلالة على أن على المرء توقي المكاره قبل وقوعها ، وتجنب الأشياء المخوفة قبل هجومها .
وأن عليه الصبر بعد نزولها ، وترك الجزع بعد وقوعها .
وذلك أن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - نهى عن دخول الأرض ذات الوباء - بعد وقوعه فيها - من لم يكن فيها قبل وقوعه فيها .
ونهى من هو فيها عن الخروج منها فرارا منه بعد وقوعه فيها .
فكذلك الواجب أن يكون حكم كل متقى من الأمور المخوفة غوائلها سبيله في ذلك سبيل الطاعون الذي رويت الأخبار عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في أمره على سبيل ما رويناها عنه .
وهذا الذي روي عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في
[ ص: 85 ] الطاعون من نهيه عن الدخول أرضا هو بها : ظاهر ، ونهيه عن الخروج من أرض هو بها واقع نظير قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في لقاء العدو :
nindex.php?page=hadith&LINKID=652744 " لا تتمنوا لقاء العدو ، وسلوا الله العافية ، وإذا لقيتموهم فلا تفروا " .
فإن قال قائل : فإن كان الأمر في ذلك كالذي ذكرت ، فما أنت قائل فيما : -