تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
113 - حدثنا ابن المثنى ، قال : حدثنا محمد بن جعفر ، قال : حدثنا شعبة ، عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب قال : " كنا نتحدث إلى أبي موسى الأشعري ، قال : فقال لنا ذات يوم : لا عليكم أن تجفوا ; فإن هذا الوجع قد وقع في أهلنا ، فمن شاء منكم أن يتنزه فليتنزه .

واحذروا أن يقول رجل : خرج رجل فعوفي! وجلس رجل فأصيب ، لو كنت جلست كما جلس آل فلان أصبت كما أصيب آل [ ص: 86 ] فلان .

وأن يقول : إن جلس فأصيب : لو كنت خرجت كما خرج آل فلان عوفيت كما عوفي آل فلان ; فإني سأحدثكم في الطاعون : إن عمر كتب إلى أبي عبيدة في الطاعون الذي وقع بالشام أنه عرضت لي حاجة لا غنى بي عنك فيها ; فإذا أتاك كتابي ، فإني أعزم عليك إن أتاك ليلا ألا تصبح حتى ترد ، وإن أتاك نهارا ألا تمسي حتى ترد إلي .

فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال : قد عرفت حاجة أمير المؤمنين : أراد أن يستبقي من ليس بباق ثم كتب : إني قد عرفت حاجتك التي عرضت لك فحللني من عزمتك يا أمير المؤمنين فإني في جند المسلمين ولن أرغب بنفسي عنهم .

قال : فلما قرأ عمر الكتاب بكى قال : فقيل له : توفي أبو عبيدة ؟ قال : لا وكان قد قال .

فكتب إليه عمر: إن الأردن أرض عمقة ، وإن الجابية أرض نزهة ، فاظهر بالمسلمين إلى الجابية .

قال : فلما قرأ أبو عبيدة الكتاب قال : هذا نسمع فيه أمير المؤمنين ، ونطيعه .

قال : فأمرني أن أركب فأبوئ الناس منازلهم .

قال : فقلت إني لا أستطيع قال : فقال لي : لعل المرأة طعنت ؟ قال : قلت : أجل .

قال : فذهب ليركب فوجد وخزة فطعن ، وتوفي أبو عبيدة ، وانكشف الطاعون "
.

التالي السابق


الخدمات العلمية