تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
200 - حدثنا ابن بشار ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا سفين ، عن مجمع ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " بلوا أرحامكم ولو بالسلام " .

فأعلم - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أن المتعاهد لأهل رحمه بالسلام خارج من معنى قاطعيها ، وداخل في معنى واصلها .

فواصلها إنما هو أعلى من ذلك ، وأكثر ، وأولى ، وأحق بأن يكون خارجا من معاني القطيعة .

فإن قال لنا قائل : متى يستحق المرء اسم قاطع ، إذ كان المتعاهد [ ص: 146 ] لأهل رحمه بأدنى البر بهم : كالسلام ونحوه غير مستحق اسم قاطع ، مع منعه إياهم فضول ماله ، ونوافل فضله ، ومعروفه ، وتركه معونتهم عند نوائب تنوبهم : بنفسه وماله ، وذلك هو المعروف عند الناس من القطع ؟ قيل : إن ذلك ، وإن كان غير حميد من الأفعال ، ولا رشيد من الأخلاق ، فغير القطع الذي توعد الله عليه العقاب صاحبه بقوله : فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم .

ووردت الأخبار فيه عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - التي :

التالي السابق


الخدمات العلمية