( القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب )
فمن ذلك قول
خالد البجلي : سألت
nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب عن
الصلاة على الجنازة فزبرني - يعني بقوله : فزبرني : فانتهرني ، وأصله : الضرب
[ ص: 196 ] على الزبرة والزبرة : أعلى الكاهل من كل إنسان ، ونهيمه : وهو موضع مجتمع الشعر من أعلى كاهل الأسد ، ولذلك قيل للأسد : مزبراني ، كما قال
أوس بن حجر : (كالمزبراني عيال بأوصال ) يقال منه : زبر فلان فلانا يزبره زبرا : إذا ضربه على ذلك الموضع ، ثم استعمل ذلك وكثر حتى قيل لكل منتهر غيره وزاجره عن شيء : زبره .
أما قول
ابن عون : فظننته اقتضبه ساعتئذ ، فإنه يعني بقوله : اقتضبه : افتعله ابتداء ، واقتطعه من الدعاء .
وأصل القضب القطع .
ومن ذلك قيل للقضيب : قضيب ; لأنه عود قطع من الشجر .
وإنما هو مقضوب بمعنى : مقطوع ، صرف إلى فعيل .
كما قيل للمقتول : قتيل ، وللمجروح : جريح .
يقال منه : قضب فلان كذا ، فهو يقضبه قضبا ، واقتضبه يقتضبه اقتضابا .
ومنه قول
nindex.php?page=showalam&ids=15871ذي الرمة : كأنه كوكب في إثر عفرية مسوم في سواد الليل منقضب
يعني بالمنقضب : المنقطع من سائر الكواكب وغيره : ومنه قول الآخر :
لم تدر ما نسج اليرندج قبله وقضاب أعوص دارس متخدد
[ ص: 197 ]