359 - حدثكم به
nindex.php?page=showalam&ids=16949ابن حميد ، قال : حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=11953يحيى بن واضح ، قال : حدثنا
أبو حمزة ، عن
جابر ، عن
أبي جعفر ، عن
أبي مسعود ، قال : "
لو صليت صلاة لم أصل فيها على النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ظننت أن صلاتي لم تتم " .
قيل له : أما الذي ذكرت قوله من المتأخرين ، فإنه لن يخلو أمره فيما قال من ذلك من أحد أمرين : إما أن يكون قال ذلك ، وهو عالم بالأخبار الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بخلاف ما قال ، وعارف بما مضى عليه
[ ص: 230 ] السلف من الصحابة والتابعين ، ومن بعدهم من الخالفين من تخطئتهم ما قال من ذلك ، وأن الأمة على تخطئتها ما قال بأجمعها مجمعون ، فاستقبل ذلك كله بالرد ، وتلقاه بالنكير ، واخترع لنفسه قولا لذلك كله مخالفا ; فإن يكن أمره في ذلك كذلك ، فلا يخفى سوء اختياره ما اختار من القول الذي ذكرت في ذلك إلا على جاهل بحكم الله ، وحكم رسوله فيه ، أو على مسلوب عقله ، قد رفع عنه القلم ، أو يكون قال ذلك ، وهو غير عالم بما ذكرت من أخبار رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وما مضى عليه السلف ، وأجمع عليه الخلف ، واستفاض به نقل الأمة في ذلك وراثة عن نبيها - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - فذلك أعظم عليه في البلية ، وأجسم في المصيبة ; لأن من جهل مثل ذلك من أمر الدين لم تسعه الفتيا فيه ، ولا العمل فيما نابه في نفسه من أحكام أمر الله ، وأحكام رسوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - إلا تقليدا لغيره من علماء الأمة ، واتباعا لبعض الأئمة على نحو ما يعمل في ذلك بعض العامة من فزعه فيما نابه من ذلك إلى بعض الخاصة ليعرفه الواجب عليه فيه ، فيعمل به .
فإن قال لنا : فاذكر بعض ما حضرك من الأخبار الواردة عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - وعن أصحابه ، وغيرهم من الأئمة الماضين الذين ذكرت أن قائل المقالة التي ذكرناها لك خالفهم في ذلك ، لنعرف بذلك صحة ما قلت ؟ قيل : في إجماع علماء الأمصار على نكير ذلك كفاية كافية من ذكر غيره ، والاستشهاد على خطئه بشيء سواه ، ولكنا نذكر بعض ذلك احتسابا منا فيما عظمت غباوته ، واشتدت حيرته ، وكان مغفلة في دينه وما نابه فيه جهالته ، لعل الله أن ينقذه من هلكته!