تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
( القول في البيان عما في هذا الخبر - أعني خبر الزبير عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - من الغريب )

فمن ذلك: قول الزبير أنه خاصم رجلا من الأنصار في شراج من شراج الحرة ": يعني الزبير بقوله: في شراج من الحرة: في مجاري [ ص: 436 ] الماء من الحرة إلى السهل.

وواحد الشراج: شرج.

وأما التلاع: فإنها مجاري الماء من أعالي الأرض إلى بطون الأودية; واحدتها: تلعة.

وقد قيل: إن التلعة تكون: ما ارتفع من الأرض، وما انحدر منها، وكان بعضهم يجعل ذلك من الأضداد.

ومن التلاع قول نابغة ذبيان:

عفا حسم من فرتنى فالفوارع فجنبا أريك فالتلاع الدوافع

وأما الشواجن: فإنها بطون الأودية، واحدتها: شاجنة.

ومن ذلك قول الطرماح بن حكيم:

أمن دمن بشاجنة الحجون     عفت منها المنازل منذ حين

وأما قول رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - للزبير: " اسق ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ".

فإنه يعني بالجدر الجدار.

وأما الحرة: فإنها كل أرض ملبس وجهها الحجارة.

وقد بينا ذلك فيما مضى قبل بشواهده.

وأما قول الزبير: فأحفظ رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قول الأنصاري; فإنه يعني بقوله: فأحفظ: فأغضب.

ومنه يقال: عند الحفائظ تهتز الكتائف، يعني به: عند الأمور التي تورث الغضب تهتز الكتائف من ذوي الأرحام.

[ ص: 437 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية