تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
ذكر البيان عن معاني الأخبار التي ذكرناها بنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم الدهر وذكر اختلاف السلف في ذلك [ ص: 305 ]

اختلف العلماء من السلف في صوم الدهر، فقال بعضهم بتصحيح الأخبار التي ذكرناها، وقالوا: غير جائز لأحد صوم الدهر، وإن أفطر الأيام المحرم صومهن.

وقالوا: من صام الدهر فقد تقدم على نهي النبي صلى الله عليه وسلم، وأثم بربه؛ لتجشيمه نفسه ما يضر بها، وتكليفه إياها من العمل الذي قد نهاه الله عز وجل عنه على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما لا طاقة لها به

ذكر من قال بذلك

490 - حدثنا تميم بن المنتصر الواسطي ، أنبأنا إسحاق الأزرق ، عن شريك ، عن عاصم بن كليب الجرمي ، عن نباتة أو ابن نباتة الحارثي ، قال: أتيت على أبي ذر بالربذة، فقلت له: إن رجلا أمرني أن أسألك، فإنه يصوم الدهر. قال: فغضب وقال: " لا صام ولا أفطر -أو: لم يصم ولم يفطر "، فقال له رجل: كيف صومك أنت يا أبا ذر؟ قال: "إني لأرجو أن أكون أصوم الدهر" ، قال: قلت: يرحمك الله، فذلك الذي يفعل صاحبي. قال: " إني لأصوم من كل شهر ثلاثة؛ وذلك بأن الله تعالى يقول: الحسنة بعشر أمثالها " [ ص: 306 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية