تهذيب الآثار للطبري

الطبري - محمد بن جرير الطبري

صفحة جزء
990 - حدثني يونس بن عبد الأعلى ، أنبأنا ابن وهب ، أخبرني يونس بن يزيد ، عن ابن شهاب ، قال: اجتمع مروان ، وابن الزبير يوما عند عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم فجلسا في حجرتها، وعائشة في بيتها، وبينها وبينهم الحجاب، فساءلا عائشة وحدثتهم، ثم قال مروان:


من يشإ الرحمن يحفظ بقدرة وليس لمن لم يرفع الله رافع

فقال ابن الزبير:

فوض إلى الله الأمور إذا اعترت     وبالله لا بالأقربين ندافع

فقال مروان:


داو ضمير القلب بالبر والتقى     لا يستوي قلبان قاس وخاشع

فقال ابن الزبير:


لا يستوي عبدان عبد مكلم     وعبد لأرحام الأقارب قاطع

فقال مروان:


وعبد يجافي جنبه عن فراشه     يبيت يناجي ربه وهو راكع

[ ص: 676 ] فقال ابن الزبير:


فللخير أهل يعرفون بهديهم     إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع

فقال مروان:


وللشر أهل يعرفون بشكلهم     تشير إليهم بالفجور الأصابع

قال: فسكت ابن الزبير فلم يجب مروان ، فقالت عائشة: يا أبا عبد الله، ما لك لم تجب صاحبك؟، فوالله ما سمعت تحاور رجلين تحاورا في نحو ما تحاورتما فيه أعجب إلي محاورة منكما.

فقال ابن الزبير: إني خفت عوار القول فكففت، فقالت عائشة: إن لمروان في الشعر إرثا ليس لك

التالي السابق


الخدمات العلمية