صفحة جزء
1198 - حدثنا أحمد، نا يحيى بن أبي طالب، نا عبد الرحمن بن إبراهيم الراسبي، نا الفرات بن السائب، عن ميمون بن مهران، عن ضبة بن محصن؛ قال: [ ص: 42 ] كتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما: أما بعد؛ فإن للناس نفرة عن سلطانهم؛ فأعوذ بالله أن يدركني وإياك [عمياء مجهولة، وضغائن محمولة] ؛ فأقم الحدود ولو ساعة من نهار، وإذا عرض لك أمران: أحدهما لله والآخر للدنيا؛ فآثر نصيبك من الله، فإن الدنيا تنفد والآخرة تبقى، وأخف الفساق، واجعلهم يدا يدا ورجلا رجلا، عد مريض المسلمين، واحضر جنائزهم وافتح بابك، وباشر أمورهم بنفسك؛ فإنما أنت رجل منهم؛ غير أن الله عز وجل جعلك أثقلهم حملا، وقد بلغني أنه قد فشا لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك ليس للمسلمين مثلها؛ [ ص: 43 ] فإياك يا عبد الله أن تكون بمنزلة البهيمة مرت بواد خصب؛ فلم يكن لها هم إلا السمن والماء، وإنما حتفها في السمن، واعلم أن العامل إذا زاغ زاغت رعيته، وأشقى الناس من شقيت به رعيته

التالي السابق


الخدمات العلمية