صفحة جزء
146 - حدثنا عباس بن محمد الدوري ، نا يحيى بن معين ، نا بقية بن الوليد، عن بحير بن سعد ، عن خالد بن معدان، عن ابن عمرو السلمي ، عن عتبة بن عبد: [ ص: 458 ] [ ص: 459 ] أنه حدثهم أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: كيف أول شأنك يا نبي الله؟ فقال: "كانت حاضنتي من بني بكر بن سعد، فانطلقت أنا وابن لها في بهم لنا ولم نأخذ معنا زادا، فقلت لأخي: يا أخي! اذهب فائتنا بزاد من عند أمنا. فذهب أخي ومكثت عند البهم، فأقبل إلي طيران أبيضان كأنهما نسران، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ فقال الآخر: نعم. قال: فأقبلا يبتدراني، فأخذاني، فبطحاني للقفا، فشقا بطني، فاستخرجا قلبي، فشقاه، فأخرجا منه علقتين سوداوين، فقال أحدهما لصاحبه: ائتني بماء ثلج، فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بماء برد، فغسلا به جوفي، ثم قال: ائتني بالسكينة، فذرها في قلبي، ثم أظنه قال أحدهما لصاحبه: حصه، فحاصه وختم عليه بخاتم النبوة، فقال أحدهما لصاحبه: اجعله في كفة واجعل ألفا من أمته في كفة؛ فإذا أنا أنظر إلى الألف فوقي أشفق أن يخر علي بعضهم، فقال أحدهما لصاحبه: لو أن أمته وزنت به؛ لمال بهم. ثم انطلقا وتركاني، وفرقت فرقا شديدا، ثم انطلقت إلى أمي، فأخبرتها بالذي لقيت، فأشفقت أن يكون قد التبس بي، فقالت: أعيذك بالله، فرحلت بعيرا لها، فحملتني على الرحل وركبت خلفي، حتى بلغنا إلى أمي، فقالت: قد أديت أمانتي وذمتي، وحدثتها بالحديث الذي لقيت، فلم يرعها ذلك وقالت: إني رأيت خرج مني نور أضاء له قصور الشام"

[ ص: 460 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية