صفحة جزء
1621 - حدثنا أحمد، نا ابن أبي الدنيا ومحمد بن موسى؛ قالا: نا عبد الرحمن، عن عمه الأصمعي؛ قال: بعث إلي هارون الرشيد وقد زخرف مجالسه وبالغ فيها وفي بنائها، [و] وضع فيها طعاما كثيرا، ثم وجه إلى أبي العتاهية، فأتاه، فقال: صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا؛ فأنشأ يقول:

عش ما بدا لك سالما في ظل شاهقة القصور

فقال: أحسنت! ثم ماذا؟ فقال:

يسعى عليك بما اشتهيت     لدى الرواح وفي البكور

[ ص: 428 ] فقال: أحسنت أيضا! ثم ماذا؟ فقال:

فإذا النفوس تقعقعت     في ضيق حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقنا     ما كنت إلا في غرور

فبكى هارون، فقال الفضل بن يحيى: بعث إليك أمير المؤمنين لتسره فأحزنته! فقال هارون: دعه؛ فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا عمى.

التالي السابق


الخدمات العلمية