صفحة جزء
1648 - حدثنا أحمد، نا محمد بن الحسين الأنماطي، نا محمد بن الحسين البرجلاني، عن سلام، عن ليث: [ ص: 446 ] أن رجلا وقف على قوم، فقال: من عنده ضيافة هذه الليلة؟ قال: فسكت القوم، ثم أعاد، فقال رجل أعمى: عندي. ثم قام فأخذ بيده، ثم ذهب به إلى منزله، فعشاه، ثم حدثه ساعة، ثم قال له: ضع لي وضوء. فوضع له وضوء، فنام الأعمى، فقام الرجل في جوف الليل، فتوضأ وصلى ما قضى الله له، ثم جعل يدعو، وانتبه الأعمى، وجعل يسمع لدعائه؛ فقال: اللهم رب الأرواح الفانية والأجساد البالية! أسألك بطاعة الأرواح الراجعة إلى أجسادها، وبطاعة الأجساد الملتئمة إلى عروقها، وبطاعة القبور المتشققة عن أهلها، وبدعوتك الصادقة فيهم، وأخذك الحق منهم، وتبريز الخلائق كلهم من مخافتك، وشدة سلطانك، ينتظرون قضاءك، ويرجون رحمتك، ويخافون عذابك، أسألك أن تجعل النور في بصري، والإخلاص في عملي، والشكر في قلبي، وذكرك على لساني بالليل والنهار أبدا ما أبقيتني. قال: فحفظ الأعمى الدعاء، ثم قام فتوضأ وصلى، ودعا بهن؛ فأصبح وقد رد الله عز وجل عليه بصره.

التالي السابق


الخدمات العلمية