صفحة جزء
1954 - حدثنا الحسين بن الفهم وابن أبي الدنيا؛ قالا: نا محمد بن سلام، نا عيسى بن يزيد؛ قال: [ ص: 134 ] خرج رجل من أصحابنا في طلب ضالة له، قال: فسرت أياما في طلب ضالتي، فآواني الليل إلى بناء، فسلمت، فردت علي امرأة السلام، فقالت: من الرجل؟ فقلت لها: إني طالب ضالة، وإني أحتاج إلى قرى. قالت: أقم عندنا؛ فالآن يأتي إبلنا وغنمنا. فاضطجعت، فلما اختلط الظلام إذا برجل يسوق أبعرة وغنما، فلما غشيني؛ قال: من الرجل؟ قلت: باغي ضالة وضيف. فقال: ما عندنا ضيافة، إن كنت تريد الضيافة؛ فأمامك، وإن كنت تريد البيات؛ فوراءك. قال: قلت: ما بي من ذهاب هذه الساعة أمامي ولا ورائي، ولكني أمكث ها هنا حتى أصبح. فلما دخل بيته؛ قالت له امرأته: احلب لضيفنا. فقال: فإننا وعيالنا وأولادنا أحق به. قالت: واخيبتاه! وجعلت تدخل وتخرج إلى الصباح، فعدت غاديا، فأدركني المبيت إلى بناء آخر، فسلمت، فقالت المرأة: من الرجل؟ قلت: باغي ضالة وطالب قرى. قالت: ما عندنا شيء. قلت: لكن الأرض لا تمنعيني منها. واضطجعت، وجاء زوجها يسوق غنيمة وأبعرة، فسلم، فقال: من الرجل؟ فقلت: رجل أدركني المبيت وأنا أطلب ضالة لي. فقال: في الرحب والسعة، أصبت مبيتا وقرى. ودخل الرجل؛ فهارته امرأته؛ فلم يزل بها حتى أخرج إلي قرى، فضحكت، فقال: ما [ ص: 135 ] أضحكك؟ قلت: بعض ما ذكرت. فقال: لتخبرني. فأخبرته بما لقيت وبما صنع الرجل والمرأة وما سمعتها تقول، وما سمعتك وسمعت هذه. قال: فضحك، فقال: تلك والله أختي، وهذه أخته.

التالي السابق


الخدمات العلمية