1997 - حدثنا
nindex.php?page=showalam&ids=14317أحمد، نا
nindex.php?page=showalam&ids=13436عبد الله بن مسلم بن قتيبة؛ قال:
[ ص: 172 ] قرأت في سير العجم
أن أردشير حين استوثق له أمره وأقر له بالطاعة ملوك الطوائف؛ حاصر ملك السوريانية، وكان متحصنا في بلد يقال لها:
الحضر، بإزاء مسكن من تربة الثرثار، وهي
برية شنجار، والعرب تسمي ذلك المكان:
الساطرون، فحاصره، فلم يقدر على فتحها، حتى رقت بنت الملك على الحصن يوما، فرأت
أردشير، فهويته، فنزلت، فأخذت نشابة وكتبت عليها: إن أنت شرطت لي أن تتزوجني؛ دللتك على موضع تفتح به المدينة بأيسر الحيلة وأخف المؤنة، ثم رمت النشابة نحو
أردشير، فقرأه وأخذ نشابة وكتب إليها: لك الوفاء بما سألتني، ثم ألقاها إليها، فكتبت، فدلته على الموضع فأرسل إليها، فافتتحها، فدخل وأهل المدينة غادون لا يشعرون، فقتل الملك وأكثر القتل فيها، وتزوجها، فبينما هي ذات ليلة على فراشه أنكرت مكانها حتى سهرت أكثر ليلها. فقال لها: ما لك؟ قالت: أنكرت فراشي، فنظروا تحت الفراش فإذا تحت المجلس طاقة أس قد أثرت في جلدها، فتعجب من دقة بشرتها، فقال لها: ما كان أبوك يغذوك؟ قالت: أكثر غذائي عنده الشهد والمخ والزبد. فقال لها: ما أحد بالغ بك في الحباء والكرامة مبلغ أبيك، ولئن كان جزاؤه عندك على جهد إحسانه مع لطف
[ ص: 173 ] قرابته وعظم إساءتك إليه، ما أنا بآمن مثل ذلك منك، ثم أمر بأن تعقد قرونها بذنب فرس شديد الجري جموح ثم يجري، ففعل ذلك بها حتى تساقطت عضوا عضوا، وهو الذي يقول فيه
أبو دؤاد الأيادي: (وأرى الموت قد تدلى من الحضر على رب أهله الساطرون)