2261 - حدثنا
أبو الحسن الربعي، نا
معلى بن أيوب؛ قال: قال
المنصور للمهدي: يا
أبا عبد الله! لا ينبغي أن يكون الحاجب جهولا ولا عييا ولا غبيا ولا متشاغلا ولا خاملا ولا ذهولا ولا محتقرا ولا ذميما ولا جهولا ولا عبوسا؛ فإنه إن كان جهولا أدخل ذلك على صاحبه الضرر من حيث لا يقدر المنفعة، وإن كان عييا لم يؤد إلى صاحبه ولم يؤد عنه، وإن كان غبيا جهل مكان الشريف فأحله غير منزلته وحطه عن مرتبته، وقدم الوضيع عليه، وجهل ما عليه وما له، وإذا كان جهولا متشاغلا أخل بما يحتاج إليه صاحبه في وقته، وأضاع حقوق الغاشين لبابه، واستدعى به الذم من الناس له، وأذن عليه لمن لا يحتاج إلى لقائه ولا ينتفع بمكانه، وإذا كان خاملا محتقرا أحل الناس صاحبه في محله، وقضوا عليه به، وإذا كان جهما عبوسا تلقى كل طبقة من الناس بالمكروه؛ فترك أهل النصائح نصائحهم، وأخل بذوي الحاجات في حوائجهم، وقلت الغاشية لباب صاحبه فرارا من لقائه.
[ ص: 398 ]