لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الرابعة ) : القرآن العظيم كلام الله القديم ، ونوره المبين ، وحبله المتين ، وفيه الحجة والدعوة ، فله بذلك اختصاص على غيره كما ثبت عنه في الصحيح أنه - صلى الله عليه وسلم - قال : " ما من نبي من الأنبياء إلا وقد أوتي من الآيات ما آمن على مثله البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحيا أوحاه الله إلي ، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة " .

قال الحافظ ابن حجر في الفتح يعني أن معجزتي التي تحديت بها الوحي الذي أنزل علي وهو القرآن لما اشتمل عليه من الإعجاز الواضح ، قال : وليس المراد حصر معجزاته فيه ، ولا أنه لم يؤت من المعجزات ما أوتي من تقدمه بل المراد المعجزة العظمى والآية الكبرى التي اختص بها دون غيره - صلى الله عليه وسلم - من الأنبياء عليهم السلام . انتهى .

ولا يخفى أن كون دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - التي هي شريعته المنعوت بها ، فيها معجزته التي تحدى الخلق بها من أعظم الآيات ، وأبهر المعجزات ، وأظهر الدلالات . ولهذا استمرت معجزته العظمى باستمرار شريعته الغراء ، وفيه إشارة وتنبيه وإيماء وتنويه إلى أن هذا النبي الأمين خاتم الأنبياء والمرسلين ، فشريعته دائمة ما دام الملوان ، ومعجزته باقية ما كر الجديدان ، وبالله التوفيق

التالي السابق


الخدمات العلمية