لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
فوائد

( الأولى ) : إنما بدأ المصنفون كتبهم بالبسملة ، تأسيا بالكتاب المنزل على النبي المرسل - صلى الله عليه وسلم - واقتداء به في مكاتباته للملوك وغيرهم ، وامتثالا لقوله - صلى الله عليه وسلم : " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله [ ص: 34 ] الرحمن الرحيم ، ( فهو ) أقطع " . رواه عبد القادر الرهاوي في الأربعين البلدانية ، وكذا الخطيب من حديث أبي هريرة ، رضي الله عنه .

ومعنى ذي بال أي حال شريف ، يحتفل له ، ويهتم به من مصنف ودارس ومدرس وخطيب وخاطب ، وبين يدي كل الأمور المهمة ، ويعني بالأقطع ناقص البركة ، وقد يكون غير معتد به . وروى ابن ماجه ، والبيهقي من حديث أبي هريرة أيضا - رضي الله عنه - مرفوعا : " كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة . تفرد بذكر الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - إسماعيل بن زياد ، وهو ضعيف ، وفي رواية : " كل أمر ذي بال لا يفتتح ( فيه ) بذكر الله . وقد روى أبو داود من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " كل كلام لا يبدأ فيه بحمد الله ، فهو أجذم " . إسناده صحيح .

التالي السابق


الخدمات العلمية