لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
ثم اعلم أن أشراط الساعة وأماراتها تنقسم إلى ثلاثة أقسام : قسم ظهر وانقضى وهي الأمارات البعيدة ، وقسم ظهر ولم ينقض بل لا يزال في زيادة حتى إذا بلغ الغاية ظهر القسم الثالث وهي الأمارات القريبة الكبيرة التي تعقبها الساعة وأنها تتابع كنظام خرزات انقطع سلكها .

( فالأولى ) أعني التي ظهرت ومضت وانقضت ( منها ) : بعثة النبي صلى الله عليه وسلم وموته وفتح بيت المقدس .

( ومنها ) : قتل أمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه ، قال حذيفة : أول الفتن قتل عثمان .

( ومنها ) : وقعة الجمل .

( ومنها ) : وقعة صفين ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان تكون بينهما مقتلة عظيمة دعواهما واحدة " .

( ومنها ) : واقعة النهروان ، فأخرج ابن جرير مخنف بن سليم قال أتينا أبا أيوب الأنصاري رضي الله عنه فقلت : يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين ؟ فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا بقتال ثلاثة : الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وأنا مقاتل إن شاء الله المارقين .

وفي رواية عنه : عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نقاتل مع علي الناكثين فقد قاتلناهم - يعني في وقعة الجمل ، وذلك لأن طلحة والزبير رضي الله عنهما نكثا بيعة علي رضي الله عنه - [ ص: 67 ] وعهد إلينا أن نقاتل معه القاسطين - يعني الظالمين وأراد بهم أصحاب معاوية لأنهم ظلموا عليا ونازعوه أمرا هو أحق الناس به عند كل منصف ، والقاسطون هم العادلون عن الحق إلى الباطل - وعهد إلينا أن نقاتل معه المارقين - وأراد بهم الخوارج فإنهم مرقوا من الدين .

وفي الخوارج أحاديث كثيرة جدا في الصحيحين وغيرهما .

( ومنها ) : نزول أمير المؤمنين وخاتمة الخلفاء الراشدين سبط رسول رب العالمين سيدنا الإمام أبي محمد الحسن بن علي وأخي الحسين رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن ابني هذا سيد وسيصلح الله به بين فئتين عظيمتين من المسلمين " الحديث . شهد جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أنهم سمعوا ذلك من النبي صلى الله عليه وسلم .

( ومنها ) : ملك بني أمية وما جرى على أهل البيت في أيامهم من الأذية كقتل الحسين بعد ما سم الحسن ، وواقعة الحرة وما جرى فيها من المحن وقتل ابن الزبير ورمي الكعبة بالمنجنيق ، وما جرى في ذلك مما لا يحسن ولا يليق .

( ومنها ) : ملك بني العباس وما جرى في أيامهم من المحن والبأس .

( ومنها ) : نار الحجاز التي أضاءت منها أعناق الإبل ببصرى .

( ومنها ) : ظهور الرفض واستبداد الرافضة بالملك وإظهار الطعن واللعن على السلف الصالح من الصحابة الكرام رضوان الله عليهم . وقد أخرج الإمام أحمد وأبو يعلى والطبراني عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا " يكون في آخر الزمان قوم يسمون الرافضة يرفضون الإسلام فإذا رأيتموهم فاقتلوهم فإنهم مشركون " . ولفظ الطبراني بإسناد حسن عنه كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم وعنده علي فقال النبي صلى الله عليه وسلم " سيكون من أمتي قوم ينتحلون حب أهل البيت لهم نبز يسمون الرافضة فاقتلوهم فإنهم مشركون " .

( ومنها ) : خروج كذابين دجالين كل منهم يدعي أنه نبي .

( ومنها ) : زوال ملك العرب رواه الترمذي .

( ومنها ) : كثرة المال رواه الشيخان وغيرهما .

( ومنها ) : كثرة الزلازل والمسخ والقذف وغير ذلك مما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم أنه من أمارات الساعة فظهر ومضى وانقضى .

التالي السابق


الخدمات العلمية