لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الفائدة الثالثة في مقدار مدته ووفاته ) .

أما مدته ووفاته فقد ورد في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عند الطبراني وابن عساكر أنه صلى الله عليه وسلم قال " ينزل عيسى ابن مريم فيمكث في الناس أربعين سنة " وعند الإمام أحمد وابن أبي شيبة ، وأبي داود وابن جرير وابن حبان عنه أنه يمكث أربعين سنة ثم يتوفى ويصلي عليه المسلمون ويدفنونه عند نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .

وأخرج الإمام أحمد وابن أبي شيبة وابن عساكر وأبو يعلى عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " ينزل عيسى ابن مريم فيقتل الدجال ثم يمكث عيسى في الأرض أربعين سنة إماما عادلا حكما مقسطا " .

وأخرج الإمام أحمد أيضا في الزهد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال " يلبث عيسى ابن مريم أربعين سنة لو يقول للبطحاء سيلي عسلا لسالت " .

وفي المنتظم للإمام الحافظ ابن الجوزي عن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " ينزل عيسى ابن مريم فيتزوج ويولد له " ذكر بعضهم ولدين أحدهما يسميه موسى والآخر محمد وأن أمهما من اليزد ، قال ويمكث خمسا وأربعين سنة ثم يموت ويدفن معي في قبري فأقوم أنا وعيسى من قبر واحد بين أبي بكر وعمر " وعلى هذا روايات أربعين وردت بإلغاء الكسر .

وورد في رواية أنه إنما يمكث سبع سنين . وجمع بعضهم أن سيدنا عيسى حين رفع كان عمره ثلاثا وثلاثين سنة وينزل سبعا فهذه أربعون سنة . وهذا والله أعلم ليس بشيء لما مر من حديث عائشة عند الإمام أحمد وغيره " فيقتل الدجال ثم يمكث عيسى في [ ص: 99 ] الأرض أربعين سنة " .

وقد قال الحافظ جلال الدين السيوطي كنت أفتيت بأن ابن مريم يمكث في الأرض بعد نزوله سبع سنين ، قال واستمريت على ذلك مدة من الزمان حتى رأيت الإمام الحافظ البيهقي اعتمد أن مكثه في الأرض أربعون سنة معتمدا ما أفاده الإمام أحمد في روايته بلفظ " ثم يمكث ابن مريم في الأرض بعد قتل الدجال أربعين سنة " . وهذا هو المرجع لأن زيادة الثقة يحتج بها ، ولأنهم يأخذون برواية الأكثر ويقدمونها على رواية الأقل لما معها من زيادة العلم ، ولأنه مثبت والمثبت مقدم . انتهى .

وإلى قتل سيدنا عيسى ابن مريم للدجال أشار بقوله :

التالي السابق


الخدمات العلمية