لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
( الثالث ) قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الجواب الصحيح : آياته - صلى الله عليه وسلم - المتعلقة بالقدرة والفعل والتأثير أنواع ، ( منها ) ما هو في العالم العلوي كانشقاق القمر وحراسة السماء بالشهب الحراسة التامة ومعراجه إلى السماء ، قال : وإنما جعل الآية في انشقاق القمر دون الشمس وسائر الكواكب لأنه أقرب إلى الأرض من الشمس والنجوم ، وكان الانشقاق فيه دون أجزاء الفلك لأنه جسم مستنير فيظهر فيه الانشقاق لكل من يراه ظهورا لا يتمارى فيه ، وإذا قبل الانشقاق فقبول محله أولى بذلك ، قال : وفيه حكمتان عظيمتان إحداهما كونه من آيات النبوة ، والثانية أن فيه دلالة على جواز انشقاق الفلك وأن ذلك دليل واضح على ما أخبرت به [ ص: 294 ] الرسل - عليهم الصلاة والسلام - من انشقاق السماوات خلافا للفلاسفة في زعمهم أن الفلك لا يقبل الخرق والالتئام والله أعلم ، ( ومنها ) ما هو في الجو كاستسقائه واستصحائه - صلى الله عليه وسلم - وطاعة السحاب في حصوله وذهابه ، ( ومنها ) تصرفه في الحيوانات الإنس والجن والبهائم ، ( ومنها ) تصرفه في الأشجار والخشب والأحجار ، ( ومنها ) تأييده بملائكة السماء ، ( ومنها ) كفاية الله تعالى له أعداءه وعصمته من الناس ، ( ومنها ) إعلامه بالمغيبات الماضية والمستقبلة ، ( ومنها ) تأثيره في تكثير الماء والشراب والطعام والثمار ، وغير ذلك من دلائل نبوته وأعلام رسالته ومعجزاته الظاهرة وآياته الباهرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية