لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية

السفاريني - محمد بن أحمد بن سالم السفاريني

صفحة جزء
" الرابع " قال شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - : أن علم الله السابق محيط بالأشياء على ما هي عليه ولا محو فيه ، ولا تغير ، ولا زيادة ولا نقص ، فإنه سبحانه يعلم ما كان ، وما يكون ، وما لا يكون لو كان كيف كان يكون .

قال : وأما ما جرى به القلم في اللوح المحفوظ ، فهل يكون فيه محو وإثبات ؟ على قولين للعلماء . قال : وأما الصحف التي بيد الملائكة فيحصل فيها المحو والإثبات . انتهى .

ومثل العلم في تعلقه بالواجب والجائز والمستحيل صفة الكلام فإنه يتعلق بكل شيء من الثلاثة يعني الواجب والممكن والمستحيل .

( ( يا خليلي ) ) أي يا صديقي ومحبي ، مشتق من الخلة وهي توحيد المحبة بالخليل هو الذي يوحد حبه لمحبوبه ، وهي رتبة لا تقبل المشاركة ، ولهذا اختص بها الخليلان إبراهيم ومحمد - صلى الله عليه وسلم - . وقال الإمام [ ص: 161 ] المحقق ابن القيم في كتابه ( روضة المحبين ونزهة المشتاقين ) : إنما سميت خلة لتخلل المحبة جميع أجزاء الروح كما قال الشاعر :

قد تخللت مسلك الروح مني وبذا سمي الخليل خليلا

قال : والخليل الصديق ، والأنثى خليلة ، والخلالة مثلثة الصداقة والمودة . ( ( مطلقا ) ) عن التقييد بواحد من الثلاثة بل يعمها جميعها .

التالي السابق


الخدمات العلمية