صفحة جزء
621 - يوسف بن عمر بن مسرور أبو الفتح القواس

سمع أبا القاسم البغوي ، وأبا بكر بن أبي داود ، ويحيى بن صاعد وخلقا كثيرا .

حدثنا عنه أبو الحسين بن المهتدي بالله قال : حدثنا يوسف القواس إملاء قال : حدثنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي إملاء قال : حدثنا طالوت بن عباد قال : حدثنا هلال عن قتادة عن عبد الله بن شقيق عن مرة البهزي : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : " إنه ستكون فتن كأنها صياصي بقر فمر بنا رجل متقنع فقال : هذا وأصحابه على الحق فذهبت ونظرت إليه فإذا هو عثمان بن عفان رضي الله عنه " .

ولد يوسف القواس أول يوم من ذي الحجة سنة ثلاثمائة وأول سماعه من البغوي سنة ست عشرة .

قال القواس : وحضرت مجلس القاضي المحاملي وكان له أربعة مستملين يستملون عليه وكنت لا أكتب في مجلس الإملاء إلا ما أسمعه من لفظ المحدث فقمت قائما لأني كنت بعيدا عن المحاملي بحيث لا أسمع لفظه فلما رآني الناس أفرجوا لي وأجازوني حتى جلست مع المحاملي على السرير فلما كان من الغد جاءني رجل فسلم علي وقال لي : أسألك بالله أن تجعلني في حل فقلت له : مماذا ؟ قال : رأيتك أمس قمت في المجلس وتخطيت رقاب الناس فقلت في نفسي : [ ص: 143 ] إنك قصدت القيام لتخطي رقاب الناس لا لسماع الحديث فرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في المنام وهو يقول لي من أراد سماع الحديث كأنه يسمعه مني فليسمعه كسماع أبي الفتح القواس .

أنبأنا الخطيب عن يوسف القواس قال : قرأت على محمد بن مخلد قلت له حدثكم أبو داود سليمان بن الأشعث السجستاني قال : سمعت أحمد بن حنبل رضي الله عنه سئل عن المعتم تحت الحنك فقال : ما نعرف العمامة تحت الحنك ورأيت أحمد يعتم بعمامة بيضاء يجعلها تحت الحنك ورأيت أحمد يعتم على قلنسوة .

قرأت في كتاب ابن ثابت قال : سمعت علي بن محمد بن الحسن السمسار يقول : ما أتيت يوسف القواس قط إلا وجدته يصلي .

قال : وسمعت البرقاني ، والأزهري وذكرا أبا الفتح القواس فقالا : كان من الأبدال .

وقال الأزهري : كان أبو الفتح مجاب الدعوات .

وقال الدارقطني : كنا نتبرك بأبي الفتح القواس وهو صبي .

وقال أبو ذر : كنت عند القواس وقد أخرج جزءا من كتبه فوجد فيه قرض الفأرة فدعا الله على الفأرة التي قرضته فسقطت من سقف البيت فأرة ولم تزل تضطرب حتى ماتت .

وقال العتيقي : سنة خمس وثمانين وثلاثمائة فيها توفي الشيخ الصالح أبو الفتح القواس يوم الجمعة لسبع بقين من شهر ربيع الآخر وصلي عليه في جامع الرصافة وحمل إلى قبر أحمد بن حنبل وكان مستجاب الدعوات .

ورأيت بخط أبي علي البرداني : سمعت قاسما الحفار يقول : سمعت جدي يقول : لما نزلت في قبر القواس حتى ألحده وأخذته على يدي حتى أنزله اللحد سمعته وهو يضحك ودفن بالقرب من أحمد بن حنبل . [ ص: 144 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية