صفحة جزء
ويكفي أبا عبد الله بن حامد فخرا : أن الوالد السعيد صاحبه ونشر الله العظيم [ ص: 177 ] تصانيفه وتلامذته في البلاد وانتفع به الخلق الكثير من العباد .

وكان من أصحابه أيضا أبو إسحاق ، وأبو العباس البرمكيان وأبو طاهر بن القطان ، وأبو عبد الله بن الفقاعي ، وأبو القاسم المروقي ، وأبو القاسم طالب بن العشاري ، وأبو بكر بن الخياط .

وله المقام المشهود في الأيام القادرية رضوان الله عليهما .

وقد ناظر أبا حامد الإسفرائيني في وجوب الصيام ليلة الغمام في دار الإمام القادر بالله بحيث يسمع الخليفة الكلام فخرجت الجائزة السنية له من أمير المؤمنين فردها مع حاجته إلى بعضها فضلا عن جميعها تعففا وتنزها .

وبلغني أنه كان يبتدأ مجلسه بإقراء القرآن ثم بالتدريس ثم ينسخ بيده ويقتات من أجرته فسمي ابن حامد الوراق .

وبلغني أنه كان في كثير من أوقاته إذا اشتهت نفسه الباقلاء لم يأكل معه دهنا وإذا كان دهن لم يجمع بينه وبين الباقلاء .

وكان كثير الحج فعوتب في كثرة سفره وحجه مع كبر سنه فقال : لعل الدرهم الزيف يخرج مع الدراهم الجيدة .

قال أبو بكر بن الخياط : سألت أبا عبد الله بن حامد إمام الحنبلية في وقته عند خروجه إلى الحج في سنة اثنتين وأربعمائة فقلت : على من ندرس وإلى من نجلس فقال : إلى هذا الفتى وأشار إلى القاضي الإمام أبي يعلى .

وحكي أن إنسانا من الحاج جاءه بقليل ماء وهو مستند إلى حجر وقد أشرف على التلف فأومأ إلى الجائي له بالماء من أين هو وأي شيء وجهه فقال له : هذا وقته ؟ فأومأ أن نعم هذا وقته عند لقاء الله تعالى : أحتاج إلى أن أدري ما وجهه ؟ أو كما قال .

وتوفي راجعا من مكة بقرب واقصة سنة ثلاث وأربعمائة . [ ص: 178 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية