صفحة جزء
672 - أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن الحسين الفراء :

أخي الأكبر الشاب العالم الورع الصالح .

ولد يوم السبت السابع من شعبان سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة .

هكذا قرأت بخط الوالد السعيد .

سمع الحديث من أبي محمد الجوهري والوالد السعيد وجده لأمه جابر بن ياسين ، وأبي الحسين بن المهتدي ، وأبي الحسين بن الأبنوسي ، وأبي الحسين بن النقور ، وأبي جعفر بن المسلمة ، وأبي الغنائم بن المأمون ، ومحمد بن وشاح ، وأحمد بن ساوس ، وعلي الملطي ، وعبد الله بن هزارمرد الصريفيني في خلق كثير .

ورحل في طلب العلم والحديث إلى البلاد : واسط والبصرة والكوفة وعكبرا والموصل والجزيرة وآمد وغير ذلك .

وقرأ بآمد على تلميذ والده : أبي الحسن البغدادي قطعة صالحة من الخلاف والمذهب .

وكان قد علق قبل سفرته عن تلميذ والده الشريف أبي جعفر .

وكان حضر قبل ذلك درس والده السعيد وعلق عنه .

وكان يحضر مجالس النظر في الجمع وغيرها ويتكلم في المسائل مع شيوخ عصره .

وكان الوالد السعيد يأتم به في صلاة التراويح إلى أن توفي رحمة الله عليه .

وهو الذي تولى الصلاة على الوالد السعيد بجامع المنصور وتقدم على شيوخ الطوائف .

وكان ذا عفة وديانة وصيانة . [ ص: 236 ]

وكان له معرفة بالجرح والتعديل وأسماء الرجال والكنى وغير ذلك .

وقرأ القرآن بالروايات الكثيرة على الشيوخ الذين انتهى الإسناد إليهم مثل : ابن الخياط ، وابن البنا ، وأبي الخطاب الصوفي ، وأحمد بن الحسن اللحياني .

ولما ظهرت البدع في سنة تسع وستين وأربعمائة هاجر من بلدنا إلى حرم الله .

وكانت وفاته في مضيه إلى مكة بموضع يعرف بمعدن النقرة في أواخر ذي القعدة من هذه السنة .

فتوفي وله ست وعشرون سنة وثلاثة أشهر ونيف وعشرون يوما تقريبا .

وكان رحمه الله حسن التلاوة للقرآن كثير الدرس له مع معرفته بعلومه وعلوم حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

وكان حسن الخط صحيحا فهما لقراءة الحديث .

رحمه الله وبارك له فيما صار إليه ونفعه بما كتب وقرأ وسمع وسعى واجتهد وعوضه بشبابه الجنة آمين .

التالي السابق


الخدمات العلمية