صفحة جزء
[ ص: 431 ] باب ما جاء في الملال .

1011 - حدثنا الإمام أبو الطيب سهل بن محمد بن سليمان في آخرين قالوا : نا أبو العباس محمد بن يعقوب بن يوسف الأصم ، أنا محمد بن عبد الله بن عبد الحكم ، أنا أنس بن عياض ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، أن عائشة ، رضي الله عنها كانت عندها امرأة من بني أسد ، فدخل النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " من هذه ؟ " فقالت : فلانة لا تنام الليل . قالت : فذكرت من صلاتها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عليكم بما تطيقون ، فوالله لا يمل الله حتى تملوا " . وقالت : كان أحب الدين إليه الذي يدوم عليه صاحبه . أخرجاه في الصحيح من حديث هشام بن عروة . قال أبو سليمان الخطابي رحمه الله : " الملال لا يجوز على الله سبحانه بحال ، ولا يدخل في صفاته بوجه ، وإنما معناه : أنه لا يترك الثواب والجزاء على العمل ما لم تتركوه ، وذلك أن من مل شيئا تركه ، فكني عن الترك بالملال الذي هو سبب الترك . وقد قيل : معناه إنه لا يمل إذا مللتم ، كقول الشنفرى :

صليت مني هذيل بخرق لا يمل الشر حتى يملوا

أي : لا يمله إذا ملوه ، ولو كان المعنى إذا ملوا مل ، لم يكن له عليهم في ذلك مزية [ ص: 432 ] وفضل ، وفيه وجه آخر أن يكون المعنى : إن الله عز وجل لا يتناهى حقه عليكم في الطاعة حتى يتناهى جهدكم قبل ذلك ، فلا تكلفوا ما لا تطيقونه من العمل ، كني بالملال عنه لأن من تناهت قوته في أمر وعجز عن فعله مله وتركه ، وأرادت بالدين الطاعة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية