379 - أخبرنا الإمام
أبو إسحاق، إبراهيم بن محمد بن إبراهيم ، أنا
عبد الخالق بن الحسن ، حدثنا
عبد الله بن ثابت ، قال: أخبرني أبي ، عن
الهذيل ، عن
مقاتل ، عن من ، أخذ تفسيره من التابعين
في قوله عز وجل: سيقول الذين أشركوا مع الله ، يعني مشركي العرب ، لو شاء الله ما أشركنا ولا أشرك آباؤنا ، ولا حرمنا من شيء من الحرث والأنعام ولكن الله تعالى أمر بتحريمه كذلك ، يعني هكذا كذب الذين من قبلهم من الأمم الخالية رسلهم كما كذب كفار
مكة محمدا صلى الله عليه وسلم:
حتى ذاقوا بأسنا يعني عذابنا:
قل هل عندكم من علم ، يعني من بيان
فتخرجوه لنا يقول: تبينوه لنا بتحريمه من الله عز وجل: لقول الله عز وجل:
إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون الكذب قل لهم يا
محمد: فلله الحجة البالغة على الخلق:
فلو شاء لهداكم أجمعين لدينه:
قل هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا الحرث والأنعام
فإن شهدوا أن الله حرمه:
فلا تشهد معهم قال: وقالوا:
لو شاء الرحمن ما عبدناهم يعنون الملائكة ، يقول الله تعالى:
ما لهم بذلك من علم بأن الله لو شاء لمنعهم من عبادة الملائكة ،
إن هم إلا يخرصون يقول: ما يقولون إلا الكذب إن الملائكة بنات الله وقال في قوله تعالى:
وما الله يريد ظلما للعالمين فيعذب على غير ذنب ، وفي قوله:
وما الله يريد ظلما للعباد يعذب على غير ذنب قلت: يعني لا يريد أن يظلمهم فيعذبهم على غير ذنب عند من لا يعرف كمال ربوبيته ، وأن له ما يشاء في مملكته ولا يكون ذلك منه ظلما.
[ ص: 454 ]