صفحة جزء
[ ص: 485 ] باب ما جاء في إثبات صفة التكليم ، والتكلم ، والقول سوى ما مضى قال الله جل ثناؤه: وكلم الله موسى تكليما فوصف نفسه بالتكليم ، ووكده بالتكرار ، فقال تكليما ، وقال تعالى: ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه ، وقال جل وعلا: تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ، وذكر في غير آية من كتابه ما كلم به موسى عليه السلام ، فقال: يا موسى إني أنا ربك فاخلع نعليك إنك بالواد المقدس طوى وأنا اخترتك فاستمع لما يوحى إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري ، إلى قوله: واصطنعتك لنفسي ، وقال: يا موسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين فهذا كلام سمعه موسى عليه السلام بإسماع الحق إياه بلا ترجمان بينه وبينه ، دله بذلك على ربوبيته ، ودعاه إلى وحدانيته ، وأمره بعبادته ، وإقامة الصلاة لذكره ، وأخبره أنه اصطنعه لنفسه ، واصطفاه برسالاته وبكلامه ، وأنه مبعوث إلى الخلق بأمره.

[ ص: 486 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية