[ ص: 556 ] باب
قول الله عز وجل: إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش قول الله عز وجل:
إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ، فأخبر بأن الخلق صار مكونا مسخرا بأمره ثم فصل الأمر من الخلق ، فقال:
ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين ، قال
nindex.php?page=showalam&ids=16008سفيان بن عيينة: بين الله تعالى الخلق من الأمر ، فقال:
ألا له الخلق والأمر وقال:
الرحمن علم القرآن خلق الإنسان علمه البيان فلم يجمع القرآن مع الإنسان في الخلق ، بل أوقع اسم الخلق على الإنسان والتعليم على القرآن ، وقوله جل وعلا:
إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون فوكد القول بالتكرار ، ووكد المعنى بإنما ، وأخبر أنه إذا أراد خلق شيء ، قال له: كن ولو كان قوله مخلوقا لتعلق بقول آخر ، وكذلك حكم ذلك القول حتى يتعلق بما لا يتناهى ، وذلك يوجب استحالة وجود القول ، وذلك محال ، فوجب أن يكون القول أمرا أزليا ، متعلقا بالمكون فيما لا يزال ، فلا يكون لا يزال إلا وهو كائن على مقتضى تعلق الأمر به ، وهذا كما أن الأمر من جهة صاحب الشرع متعلق الآن بصلاة غد ،
[ ص: 557 ] وغد غير موجود متعلق بمن لم يخلق من المكلفين إلى يوم القيامة ، وبعد ، لم يوجد بعضهم ، إلا أن تعلقه بها وبهم على الشرط الذي يصح فيما بعد ، كذلك قوله في التكوين والله أعلم.